مؤسسات الدعم السريع في السودان وسبل البناء والتغيير في الدولة السودانية الحديثة

 


 

 

ghalyroaa@gmail.com
الغالي عبدالعزبز احمد: كاتب وباحث في الدراسات الأفريقية والآسيوية

مؤسسات الدعم السريع في السودان وسبل البناء والتغيير في الدولة السودانية الحديثة .. قوات الدعم السريع إعادة صياغة هوية أم أزمة هوية
3 من 6

كاتب وباحث في الدراسات الأفريقية والآسيوية تحدثنا في الحلقة الثانية عن نشأة الاحزاب السياسية السودانية وخاصه التي كان لها دور بارز في تشكيل الحياة السياسية في تلك المرحلة من عمر الدولة السودانية التي كانت تحت سيطرة الحكم الثنائي بموجب ماعرف باتفاقية الحكم الثنائي.
بموجب هذه المعاهدة تصبح السودان مستعمرة بريطانية يحرسها جنود مصريون، ولكننا في تلك الفترة وجدنا بذور ما يدور اليوم وسط هذه الاحزاب التي ليس من صميم عملها او هموم قادتها بناء الاوطان بل المكاسب والمناصب، وقد تجلي ذلك بوضوح فيما عرف بإستغلال السودان فيما بعد وظللنا نحتفي به كل عام.
يذكر التاريخ أن الانجليز كانوا يريدون الاستعجال في إتمام عملية (السودنة ) وصدور قرار تقرير المصير، ولكن الحكومة المصرية كان ضد هذا وكانت تري ان نصوص الإتفاقية تقول غير ذلك.
كما أن لجنة السودنه التي تم تشكيلها من كل الاطراف طرفي الاتفاقية ورئيس الوزراء أزهري ،( وقدم إسماعل الازهري قائمه من خمسة أشخاص ليختار منهم الحاكم العام ثلاثه لعضوية اللجنة).(السودان علي مشارف الاستغلال الثاني: د.فيصل عبدالرحمن علي طة ط2- 2020) السودنة والحزبية الإنتماء قبل الكفائه :
هنا لا نستثي احدآ في تلك الحقبة وبرغم من وجود الافندية ولكن الصراع الرئيسي كان بين الختميه والانصاروما لزعيمي الطائفتان من نفوذ إجتماعي إقتصادي سياسي في تلك المراحل من تأريخ تكوين الدولة السودانية.
لم يكترث الازهري وحزبة إلي ما تمر به البلاد في تلك المرحلة المفصلية من تاريخ الدولة السودانية، بل لم يكن حزب الازهري فقط كل الاحزاب كانت تتصارع في ما بينها ، لم تري في تلك المرحله المفصليه من تاريخ الدولة السودانية أي خصوصية ولم تجد ما يلهم قادتها من نضالات الشعوب التي كانت تصارع المستعمر في كثير من دول المعمورة فقط كل تفكير قادتها كان منكفآ علي الانتماء للحزب وبناء الحزب وفي تلك المرحله لم يكن الهم وطنآ بالمعني المتعارف عليه اليوم برغم جراحاته لذلك لم تجد تلك الاجيال ما يرشدها ويدلها علي خصوصية التأريخ في تلك المرحلة الخاصة بتقرير المصيرلشعوب السودان.
(أستاء الحاكم العام من ترشيحات إسماعيل الازهري ووصف الاشخاص الذين رشحهم بتدني الكفاءة والتعصب الحزبي، وبلغ الحاكم العام حد القول: إن الاتفاقية لم تترك لي مخرجآ من مذلة الإضطرار لإختيارثلاثة من هذه المجموعة لكي يقوموا بتصفية أفضل من في الخدمة المدنية السودانية ).( السودان علي مشارف الاستغلال الثاني: د.فيصل عبدالرحمن علي طة ط2- 2020م) اذآ فضل الازهري تمثيل حزبه في لجنة السودنة برغم من وجود شخصيات سودانية مشهود لها بالكفاءة لتمثيل الشعب السوداني في تلك اللجنة الهامة والمهمة.
(دافع إسماعيل الازهري عن قائمة مرشحية لعضوية لجنة السودنة عندما التقي الحاكم العام في 22 فبراير 1954م فقد ذكر الحاكم العام لأزهري أنه كان من الممكن ترشيح أشخاص من نوعية أفضل وأنه ليس من الآئق بالنسبة لاعضاء اللجنة الآخرين أن يشاركهم في العضوية أشخاص من ذوي الكقاءه المتدنية ... أقرأ إسماعيل الأزهري بأن التصويت تم علي أساس حزبي وأضاف أزهري بأن مسألة السودنه تتعلق بالسياسة الحزبيه وسيتعارض مع أهداف حزبه ترشيح أشخاص لايتفقون معه في الرأي حول هذه المسألة). ( د.فيصل عبدالرحمن علي طة ط2- 2020م) خلافات الاحزاب ومحدودية تفاكير القادة ادت الي فشل إعلان الإستغلال:
ولكي لانعمم أشرنا الي أن الاحزاب الطائفية في تلك المرحله كانت هي التي تملك كل الادوات التي تحرك بها الفعل السياسي، ولكن كانت طموحات القادة وأفق تفكيرهم لم يتجاوز مرحلة البناء ولاإنتماء الحزبي الذي بدوره أسهم بشكل فعال في هشاشة تكوين الدولة السودانية وبالرغم من أن هناك قضايا كانت حيه ولها تاثير كبير في مرحلة مابعد الإستغلال وحتي اليوم ولكنهم لم يلوها إهتمامآ معقولا، وإنسحب هذا عبر فترات طويلة حتي وصلنا الي المرحلة الآنيه من الإنهيار في شتي مناحي الحياة.
(سبق أن ذكرنا أن الخطة البريطانية لإختصار إجراءات تقرير المصير قد قوبلت في بادي الامر بالرضاء من قبل الحكومة والمعارضة، ولكن في إجتماع اللجنة القومية للأحزاب الذي عقد في 26 اكتوبر1955م وشارك فية ممثلون للحكومة والأحزاب المعارضة تباعدت المواقف وبرزت خلافات كبيرة ضاعت في خضمها فرصة تقديم إقتراح في 3 نوفمبر 1955م لتقرير مصير السودان من داخل البرلمان ). ( د.فيصل عبدالرحمن علي طة ط2- 2020م).

ونواصل
- نشأة المؤسسة العسكرية السودانبة وعلاقتها بالنخب السياسية أو ما يعرف بالاحزاب السياسية في مرحلة مابعد الإستغلال حتي سقوط الإنقلاب العسكري الذي قاده المخلوع لصالح جماعة الاخوان المسلمين في يونيو 1989م.
- هل هناك مؤسسات في منظومة الدعم السريع وماهي إن وجدت’كيف يتم تطوير هذه المؤسسات حتي تصبح من الروافع الحقيقيه للتغيير في الدولة السودانية الحديثة
- في ظل الدولة الفاشلة الحالية والوضع الإقتصادي المزري لغالبية سكان الريف السوداني والحضر المنهك هل أصبحت بعض هذه المؤسسات ذات قيمة إقتصادية إجتماعية للأسرة السودانية وهل غيرت من أوضاع الغالبيه العظمي علي مستويات دخل الاسرة التعليم الصحة وغيرها من الخدمات اين وكيف ومتي’
- هل يمكن أن تسعي هذه المؤسسات لإستيعاب تطلعات الشعوب السودانية في سعيها للإنعتاق وتأسيس الدولة السودانية الحديثة القائمة علي حكم القانون والحرية والمساواة.

--

 

آراء