مؤسسات الدعم السريع في السودان وسبل البناء والتغيير في الدولة السودانية

 


 

 

ghalyroaa@gmail.com

مؤسسات الدعم السريع في السودان وسبل البناء والتغيير في الدولة السودانية الحديثة قوات الدعم السريع إعادة صياغة هوية أم أزمة هوية
2 من 6

الغالي عبدالعزبز احمد: كاتب وباحث في الدراسات الأفريقية والآسيوية

الأحزاب السياسية السودانية النشأه والهشاشة:
- نشأة الاحزاب السياسية السودانية وعلاقتها بالهشاشه التي تتسم بها الدولة اليوم وفشل كل تجاربها منذ الإستغلال وحتي اليوم.
لم تكن نشأة الاحزاب السياسية السودانية قد نهضت من برامج أو رؤي وطنية تستوعب قضايا الشعوب السودانية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية برمتها لتحديد وجهت هذه الشعوب في بناء وطن تكون فية المواطنه هي أساس الحقوق والواجبات خاصة الحزبين الكبيريين (الأمه الفومي والإتحادي الديمقراطي).
يقول الدكتور خالد التجاني (كان للخلا ف بين دولتي الحكم الثنائي، بريطانيا ومصر، حول مركز السودان اومستقبله السياسي الأثر المباشر في أن تبدأ الحركة السياسية السودانية منقسمة بين موقفين، فقد رفض فريق من السودانين ادعاء ثورة 1919 بأن السودان جزء لا يتجزأ من مصر، وأنه وطن قومية قائمة بذاتها، ونشأ عنها تيار الأحزاب الاستقلالية التي تبنت شعار “السودان للسودانين”. وما لبث أن نهض فريق آخر من نخبة المتعلمن، مناوئ لتيار “الاستقلالين”، ليُؤَسِّس في العام نفسه 1920 “جمعية الاتحاد السوداني”، التي دعت للاستقلال التام لوادي النيل وترفض فصل السودان عن مصر، وعرَّفت نفسها بأنها “حركة وطنية في السودان أساسها القومية الصادقة، وغايتها تأييد الشعب المصري، وألاينفصل السودان عن مصر بأي حال من الأحوال وكان ذلك إيذانًا بميلاد التيار الذي عبَّرت عنه لاحقًا الأحزاب “الاتحادية”.).
إذآ هشاشة التكوين شكلت العمود الفقري لاكبر حزبيين في أكبر وطن في أفريقيا منذ حقبة مابعد الإستغلال وحتي الآن.
عاد الخريجون للاهتمام بالعمل السياسي، بعد كُمُونٍ نتيجة التضييق الاستعماري، بأثر من إبرام معاهدة 1936 بن مصر وبريطانيا، والتي استفزهم إعلان أحكامها المتعلقة بالسودان دون مشاركة السودانين، حيث أصيب الرأي العام السوداني المستنير بصدمة لأن المعاهدة تجاهلت الطموحات الوطنية، أثار ذلك جد لآ ونقاشًا واسعًا بين الخريجن حول ما ينبغي عمله وواجبهم بعد هذه المعاهدة التي تجاهلت السودانيين في تقرير مصيرهم، لينعقد الاجتماع العام التأسيسي ل”مؤتمر الخريجن”، في فبراير/شباط 1938 ، داعيًا إلى “تكوين القومية السودانية”، ولكنه لم يستطع شقَّ طريق مستقل للنخبة الوليدة لتجتمع حول مشروع وطني وسط الانقسام بين دعاة الاستقلال ودعاة الاتحاد مع مصر، فآثروا وقد دبَّت الخلافات بينهم- الالتفافَ حول زعيمي طائفتي، الختمية بزعامة علي الميرغني، والأنصار بزعامة عبد الرحمن المهدي الذي رعى تأسيس حزب الأمة بتحالف ثلاثي بن أتباعه وزعماء العشائر ونفر من الخريجن، كأول حزب سياسي سوداني، في 13 مارس/آذار 1945م ثم تبعه تأسيس حزب “الأشقاء” ( ذي الميول الاتحادية.(د.خالد التجاني).
يتضح من كل ذلك ان نشأة هذه الاحزاب او الطوئف أو الجماعات قامت كردود فعل حول عمل المستعمريين (الإنجليز والمصريين) الذين وقعوا معاهدة 1936م التي من بنودها: - انتقال القوات العسكرية من المدن المصرية إلى منطقة قناة السويس وبقاء الجنود البريطانيين في السودان بلا قيد أو شرط’.
بموجب هذه المعاهدة تصبح السودان مستعمرة بريطانية يحرسها جنود مصريون، ولكننا في تلك الفترة وجدنا بذور ما يدور اليوم وسط هذه الاحزاب التي ليس من صميم عملها او هموم قادتها بناء الاوطان بل المكاسب والمناصب، وقد تجلي ذلك بوضوح فيما عرف بإستغلال السودان فيما بعد وظللنا نحتفي به كل عام.
كتب عادل عبده في صحيفة الإهرام اليوم 07 - 03 – 2011م «كرامات» محمد الحسن الميرغني تهزم خصومه في الاتحادي الأصل:
تتألق كرامات مولانا محمد الحسن، التي حولت ميزان التيار الديمقراطي من القوة إلى الضعف، في العديد من الصور والمشاهد التي تخطف الألباب والأبصار، فقد جاءت ملامح الكرامة الأولى عندما شاهد عضو اتحادي في منطقة الحلفايا مولانا الحسن في المنام يطالبه باليقظة!! وإذا بالرجل يشاهد في اليوم الثاني جحافل مجموعة التيار الديمقراطي وهي تتجه لمنزل الاجتماع الذي خصص لمحاربة مولانا الحسن أما الكرامة الثانية فقد تكمن في مصير الإستراتيجية المحكمة من قبل المجموعة، التي تقضي بإبعاد مولانا الحسن من تنظيم مؤتمر الحزب في المستقبل، والآن الشواهد ترشح مولانا الحسن لأن يكون المشرف على مؤتمر الاتحادي الأصل المرتقب!!
ونواصل
- نشأة المؤسسة العسكرية السودانبة وعلاقتها بالنخب السياسية أو ما يعرف بالاحزاب السياسية في مرحلة مابعد الإستغلال حتي سقوط الإنقلاب العسكري الذي قاده المخلوع لصالح جماعة الاخوان المسلمين في يونيو 1989م.

////////////////////////

 

 

آراء