هناك فرق؟!

 


 

 

هناك فرق عندما يستغل الناس في البلد المسلم أهلهم في كل مناسابتهم الإجتماعية والدينية بينما في بلدان الغرب غير المسلمة يسهلون علي أهلهم في كل شيء حينما تطل عليهم مناساباتهم الدينية والاجتماعية .. ولكي نؤكد ان هناك فرق، دعونا نتأمل ونقارن تعاملنا مع بعضنا البعض وتعامل الآخرين مع بعضهم عندما تكون هناك فرصة سانحة للاستغلال والابتزاز .. إليكم هذه الأمثلة التي توضح هذا الفرق الحقيقي:
نحن المسلمون في بلدنا المسلم نتصيد الفرص في كل المناسابات التي يحتاج فيها الناس للاشياء الضرورية التي تتطلبها اي مناسبة دينية كانت او اجتماعية، مثلآ عند اقتراب عيد الأضحى ترتفع أسعار الخراف فجاءة وتتضاعف عدة مرات عن ثمنها الحقيقي للدرجة التي تفسد فيها فرحة العيد علي الأسر الفقيرة من أصحاب المداخيل المحدودة بسبب عجزهم التام وفشلهم بالقدرة علي شراء كبش فداء يكون عيدا لهم .. ليت الامر يتوقف فقط علي تكلفة الذبيحة نفسها بل يتعداها الي غلاء كل لوازمها المهمة المعروفة من زيوت ودقيق وبهارات وفحم وغاز .. الخ، جميعها ترتفع أسعارها ليس بسبب ندرتها ولكن بسبب احتكارها واستغلال احتياج الناس اليها .. نفس الجشع والاستغلال نشاهده قبيل حلول الشهر الفضيل .. رمضان دائما ما يكون فرصة كبيرة وثمينة لذوي النفوس الضعيفة والضمائر الميتة الذين يتعمدون إخفاء وتكديس السلع الاستهلاكية الأساسية التي يحتاجها الناس يوميا مثل السكر والدقيق والخبز والتمور وحتي الليمون الذي انشد فيه المغني يومآ بكلمات غزل رقيقة تقول .. اتعزز الليمون عشان بالغنا في ريده .. للاسف تعود كل هذه السلع المهمة من المخازن للسوق مرة اخري ولكن بأسعار خيالية غير مبررة، لا يجد الناس أي خيار غير التعامل معها خشية ان تفسد عليهم الصيام والقيام في الشهر الكريم الذي يحرصون فيه علي الجود والكرم وهي صفات نتميز بها عن بقية كل شعوب الدنيا.
للأسف الشديد هذا الجشع المقرف أصبح يؤثر تاثير مباشر علي كل صفاتنا الحميدة وعلي تربيتنا الرشيدة وتقاليدنا المتوارثة الضاربة الجذور في التكافل والتراحم وهي ما زالت وعلي مر الزمان مصدر دهشة وإعجاب كل الشعوب الاخري .. علي الرغم من الضيق الخانق والغلاء الفاحش إلا اننا مازلنا وبحمد الله نتمسك ببعدنا عن البخل والشح في كل مناسباتنا الإجتماعية والدينية التي تكون دائما للأسف فرصة ثمينة للانتهازية الفاسدة التي تستغل ظروف حوجة الناس الماسة في المواقيت الحرجة لتخلق ازمات اعدت لها عدة النصب والاحتيال.
بالمقارنة الأخري نجد في بلاد الغرب غير المسلمة ولا اقول الكافرة لأن رسولنا الكريم عليه افضل السلام والتسليم يقول ان الدين هو المعاملة الحسنة وهؤلاء الناس يعاملون أهلهم بالرحمة والحسنة وبأفضل ما تدعو إليه الإنسانية من تكافل وتعاون نابع من تربية أصبحت فطرة تتربي عليها أجيالهم، لذلك نري في تلك المجتمعات ان الصدق والأمانة والإخلاص في العمل من الأمور الشائعة وان الظلم الذي حرمه الله علي نفسه هو محرم لديهم بالفطرة والسلوك العفوي وينصره القانون الذي يتساوي فيه الجميع وبدون تمييز بعكس ما لدينا نحن ان المسئول يستطيع أن يظلم الضعيف بدون أن ترمش له طرفة عين ودون ان يخشي ألله في خلقه .. المسئول لدينا هو دائما فوق القانون وكبير علي المحاسبة ..
الآن نحن علي أبواب أعياد الميلاد وهي من المناسبات المهمة في بلدان الغرب المسيحي حيث يتبادل فيها الناس الهدايا ويعد لها الطعام الخاص مع الحلويات بكل انواعها ويعمل الناس من وقت مبكر لشراء الاحتياجات اللازمة لها وهنا يأتي الفرق بيننا وبينهم حيت نلاحظ الوفرة والرخصة في كل شيء تتطلبه المناسبة حيث تتباري الشركات والمحال التجارية في تخفيض اسعار كل السلع التي يحتاجها الناس وخاصة الفقراء منهم حتي يتمكنو من الاحتفال مع أهليهم بمناسبة اعياد الميلاد المجيدة .. لا أحد يحمل هما لتكلفة المناسبة لأن المجتمع لا يترك فقيرا وحيدا حزينا يقهره الغلاء الفاحش .. الجشع لا مكان له وسط الناس ولا أحد يفكر في استغلال المناسبة للثراء الحرام بل علي العكس يتنافس فيها المتنافسون لاسعاد الآخرين بالمواساة والرحمة وتقديم المساعدة للمحتاجين وهذه قمة الإنسانية.
بعد الحرب الروسيه الاوكرانية ارتفعت الأسعار في كل بلدان الغرب الأوربي وسادت فيها موجة من الغلاء غير مسبوقة من قبل حتي صار الناس يتكلمون لأول مرة عن غلاء الزيوت والدقيق والخبز التي كان لا يلتفت أحد إليها من قبل.. لكن المدهش عند اقتراب أعياد الكريسماس لم تختفي السلع، ضرورية كانت ام كمالية او الملابس حتي تزيد أسعارها، العكس كلها توفرت بكميات مضاعفة مع تخفيضات هائلة تفوق ال 50% من قيمتها العادية حتي يتمكن كل الناس وخاصة الفقراء من المشاركة والاحساس بفرحة عيد الميلاد ..
بالتأكيد سيكون هناك فرق عندما يتغير الاحساس لدي الناس في بلدنا المسلم ويبدلون الجشع بالحب والانانية بالتكافل والثراء بالزهد والخوف بالإيمان عندها سنقول باننا نخشي الله ونطبق شريعته السمحة .. لقد صدق رسولنا الكريم عليه افضل التسليم عندما قال ان الدين هو المعاملة الحسنة وهذا ما يحدث في بلدان الغرب غير المسلمة وتجهله للأسف شعوبنا المسلمة ..
واضح أن هناك فرق !! وهناك خطأ في التطبيق والفهم الحقيقي لمعني الدين !!..

د.عبدالله سيدأحمد
abdallasudan@hotmail.com
Sendt fra min Galaxy

 

آراء