وزراء عندما يحين الوقت وينتهي !!

 


 

 

أطياف -
وسط الغيوم الضبابية في المشهد السياسي وحالة الرفض الواضح من الشارع السوداني المناهض للقرارت الانقلابية والتي تسببت في خلق واقع سياسي واقتصادي وامني مريع ، والذي يحتمل عدة اوجه للتفسير والتحليل القريب من التوقع والبعيد منه ، اصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان ، قرارا بتعيين 15 وزيرا في حكومة تصريف أعمال جديدة، جاء ذلك بعد ساعات من لقائه وفدا أميركيا برئاسة مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية مولي في ، واتفق الجانبان على ضرورة دخول الأطراف السودانية في حوار وطني شامل يضم جميع القوى السياسية، بغية التوصل إلى توافق وطني للخروج من الأزمة الحالية ، كما شمل الاتفاق ضرورة إجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية لتواكب التطورات الحالية في البلاد.
في الوقت عينه كشفت السفارة الأميركية ان واشنطن لن تستأنف مساعداتها الاقتصادية للسودان، التي توقفت بعد انقلاب قائد الجيش ورهنت عودتها بتوقف العنف وان تعود حكومة يقودها المدنيون
ويلحظ المتابع ان زيارات الوفود الامريكية تعقبها قرارات آنية سالبة تكشف ان التصريحات الاعلامية حول حماية التحول الديمقراطي من قبل المجتمع الدولي ماهي الا عبارات براقة تبتدى بزيارة مبعوث امريكي وتنتهي بقرارات كارثية ، فمن قبل أكد الفريق عبد الفتاح البرهان للمبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فليتمان، بحضور رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) أن القوات المسلحة حريصة على حماية الانتقال الديمقراطي في البلاد وعدم السماح بأي محاولة انقلابية تعرقل مساره وفي صباح اليوم التالي اعلن انقلابه واكد انه حريص على عرقلة التحول الديمقراطي بنفسه وليس حمايته من غيره.
وبعد مقابلته وفدا امريكيا هذه المره قيل إن الطرفين اتفقا على ضرورة دخول الأطراف السودانية في حوار وطني شامل يضم جميع القوى السياسية، لأجل التوصل إلى توافق وطني و ضرورة إجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية لتواكب التطورات الحالية ، وبعدها بساعتين أصدر البرهان قرارا بتعيين وزراء لحكومة تصريف اعمال لاتمثل الاطراف السياسية ولكنها تمثل نظام المخلوع.
وضمت قائمة البرهان عدد من المنتمين الى العهد البائد ، الذين يقفون على الرصيف، وينتظرون ( فتات الفرص ) عندما يحين الوقت وبنتهي . و يدركون دون غيرهم ان العمل في هذه الظروف يخدم مصلحتهم فقط ولاعلاقة له بخدمة الوطن والمواطن فنظام افسد في زمانه وعمل جاهدا لإفساد ما بعد زواله ، ماذا ينتظر من الوزراء الذين ينتمون له الآن ، فقبول التكليف والبلاد يخيم عليها الحزن وهي تشيع اكثر من سبعين شهيدا ويتعافى في مشافيها عشرات الجرحى تكليف لايقبله إلا من في نفسه غرض.
ومجلس الوزراء الذي يعد الآن (قبة بلا في فكي) هو مجلس انقلابي يضم بعض الوزراء الذين كانوا تطوعوا بالعمل فيه عقب قرارت ٢٥ اكتوبر لذلك كانوا على مقاعد الاحتياطي جاء بهم الانقلاب وابعدهم اتفاق البرهان وحمدوك ، واليوم يعيدهم البرهان وربما قد يبعدهم غدا اتفاق سياسي جديد واقع ومنصب لايقبله شخص يعرف قدر نفسه واحترامها ، ولأن المواقف الوطنية هي من تمنحك احترام شعبك وليس المنصب يسقط العلم بهذه الحقيقة عند كثير من الناس ، ولكنه كان حاضرا عند و كيل وزارة الشباب المهندس ايمن سيد سليم الذي رفض تكليف رئيس مجلس السيادة؛ وقدم استقالته لأمين مجلس الوزراء ووصف قرار رئيس المجلس السيادي بغير دستوري.
هذا من رفض ولكن كم من الذين منهم الآن يفكرون في تغيير ديكور مكاتبهم ؟!
طيف أخير :
كن عزيزا غائبا، ولا تكن حاضرا بلا قيمة.
الجريدة
حرية، سلام، وعدالة

 

آراء