يا جامعة أفريقيا العالمية… لقد هالني ما رأيت

 


 

 

هالني منظر الجامعة وقد رأيت ما رأيت الخراب الذي حاق بها، فنالها ما نالها بنزعة شريرة ترى كلما ينبض بالحياة جدير بالهلاك.. فالذين يجوسون خلال الديار بأسلحتهم لم يراعوا في أسوارها إلّا ولا ذمة، فإنهم قومٌ لا يعرفون للعلم حصانة ولا لدوره قداسة، ولا لمبانيه حرمة ولا لمعانيه إحتراما وقواما.
هالني منظر الجامعة وقد علاها سخامٌ ليس أقل مما إنتاب تلك القلوب التي حملت السلاح سخاماً..
قلوب ران عليها الاظلام.. لم ترَ في صرحها غير مكان للإختباء وساحة تنطلق منها مفاعل الشر وتقيم فيه مقاما.
هالني منظر الجامعة وقد رأيت تلك السيارة اللعينة تحمل على ظهرها الحقد، وتتنزى من مخرج عادم طاقتها، طاقةٌ تنفث الدمار وتلذذ بإهلاك الحرث والنسل والعلم.
هالني منظر الجامعة وقد علتني دهشة كيف يمكن أن تعيش صروح العلم مع جهلاء يحملون اسلحة للموت والدمار، وتتسابق خطاهم نحو منازل الآمنين بحثا عن غنيمة يرضون بها غرور غريزة منفلتة هي أحوج ما تكون للتهذيب في ساحاتها. فلو أنهم كانوا بشراً، لرجعوا وراءهم ليلتمسوا فيها نورا ولآنسوا فيها نارا لعلهم يجدون بها من غفوة ظلمتهم هدىً. أو يروُدُون بها للمجد مُراما.
هالني منظر الجامعة وأنا أتخيل كيف يتميز جوف طلابها غيظاً، وهم يرون أتراباً لهم في السن قدموا من عمق التيه و مجاهل صحاري أفريقيا محملين بغل دفين وقد أعملوا الدمار في عرصاتها وأوقدوا فيها نار الحقد ضراما.
د. محمد عبد الحميد
///////////////////

 

آراء