30 March, 2023
الاتفاق الاطاري لا يعالج الحد الأدنى من القضايا المهمة ومن بينها قضية العدالة
أشار إلى استمرار القتل والتنكيل.
أشار إلى استمرار القتل والتنكيل.
شاهدت قبل أيام فيديو عبر (اليوتيوب) يتحدث فيه القيادي بالحركة (الإسلامية) المهندس طارق محجوب، في ندوة نظمتها ما يعرف بـ(الحركة الوطنية للبناء والتنمية) بعنوان (عبرة الاخفاقات منذ الاستقلال حتي الانقاذ) في3 يونيو 2022م، في اطار سعي الجماعة إلى عودة حركتهم تحت مسمى جديد، جمعت فيه عددا كبيرا من الشباب في محاضرات وفعاليات مختلفة، الشباب غالبيتهم من طلاب الجامعات والمنبهرين بالقيادات التنظيرية، طارق محجوب واحدا منهم، كان نشطا بداية تسعينات القرن الماضي في مخاطبة الطلاب بالجامعات المختلفة وله خبرة طويلة في
قبل فترة أرسل لي أحد (الرعاع) من المحسوبين على ما يسمى بـ(الحركة الإسلامية) مقطع فيديو لأنشودة راجت الفترة الماضية بينهم تتحدث عن عودتهم للحُكم في جزء منها يقول المُنشد المسكين: ستعود ساحات الفداء سيعود صدق الانتماء والفجر الجديد سنعود من حيث البدايات النهايات ونرهق من تحدي بالصعود نبتهل لله حمدا في السجود.
تشابه موضوعي جدا بين الثورة الشعبية القوية في ايران التي مضى عليها اليوم شهرا كاملا قدمت 108 شهيد شباب وشابات في عمر الزهور، والثورة السودانية على أرض الواقع قدمت الآلاف من الشهداء ولم تتوقف في بذل الدماء الطاهرة، نفس المشهد الطاغية في ضعفه وارباكه وصرف الأوامر بالقتل، والشعب في عنفوانه بالثورة.
في الخلوة المستمرة مع النفس لسنوات طويلة والأحاديث معها، والتأمل في مخرجات ما كان يعرف بالحركة (الإسلامية)، تتواصل الأسئلة الملحة فهذه المرة بينما كنت أراجع صور ضحايا نظام هذه الحركة في مخيلتي شاهدت المئات بل الآلاف من الأبرياء الذي قتلوا بدم بارد، وقلت لنفسي هل كان بإمكان نظام الحركة (الاسلامية) في حُكمها منذ عام 1989م وحتى الآن حقن دماء السودانيين الذين قتلتهم.
تأتي اليوم الذكرى العشرين للإبادة الجماعية في دارفور، ولا زالت بلادنا العزيزة تتنكب الخُطى وتتعثر لكن الأمل كبير في تغيير جذري بإذن الله تعالى فإن عهود الشهداء والثوار في الميادين المختلفة بإذن الله لا تضيع هدرا مهما بلغت المؤامرات والدسائس التي يحيكها أعداء الشعب السوداني، فإنهم لزوال كما زال من قبلهم آلاف الطغاة في التاريخ البشري على المدى البعيد والقصير جدا لكن الطغاة دائما لا يتعلموا من عبر التأريخ.
بطبيعة الحال أن غالبية السودانيين معنيين بصراع الإرادة والوجود بين القوى الوطنية المدنية التي تمثل السواد الأعظم من الشعب السوداني، والعسكريين الذين يمثلون ما كان يسمى بالحركة (الإسلامية)، كلي ايمان بالانتصار الحتمي الأكيد على هذه الشرذمة التي تمسك بتلابيب السُلطة في بلادنا العزيزة.
في يوليو من العام 2017م ترجل الفارس المغوار الوطني الغيور الشهيد الأخ (صلاح جادات) عن صهوة جواده بعد مسيرة حافلة بتعرية حُكم العصابة الاسلاموية ومقارعته لكل أذنابها في مواقع التواصل المختلفة، كان هميمها في خدمة قضية الوطن كان شجاعا غير هياب في معاركه مع أفراد العصابة الحجة بالحجة وكان دائما هو المنتصر عليهم متمسكا دائما بالمنطقة والموضعية فيما يطرحه، وفيما يرد به عليهم من أكاذيب وتلفيق شهدنا عليها جميعا، إن علامة صدقه وإخلاصه لوطنه ونجاحه في تعرية فضائح العصابة الحاكمة
إن التفكير الدائم في كنه اسلاميو السودان والبحث في أسباب تصالحهم وتعايشهم مع الفساد والإفساد، وجرائمهم التي تنوء بحملها الجبال الرواسي، وجراءتهم الغريبة والعجيبة في حديثهم عن الإسلام، أمر ظل يشغلني لسنوات طويلة خاصة وأني شاهد على الكثير من جرائم سرقة المال العام، وأكلهم للمال الحرام ولأسرهم دون أن يحرك ذلك فيهم غيرة وطنية أو دينية، كما اني شاهد على الكثير من المواقف التي تعكس بُعد الكثير من قادتهم عن أخلاق الإسلام وتقاليد مجتمعنا السوداني، إن مفارقة الجماعة لجميل القيم