الاعتبارات القانونية للمواجهات الدائرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع

 


 

 

الاعتبارات القانونية للمواجهات الدائرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ السبت الموافق 15 أبريل 2023، في العاصمة السودانية الخرطوم

rajazubier@gmail.com

تعرضت العاصمة السودانية الخرطوم وبعض ولايات السودان إلى إشتباكات مسلحة بين القوتين المسلحتين منذ صباح السبت الخامس عشر من أبريل وما تزال الاشتباكات مستمرة ،حيث أُرتكب الطرفان المتحاربان العديد من الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان جراء تلك الإشتباكات نتيجة لقيامهم بأعمال قتالية أدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى من السكان المدنيين.
وفي إطار سعينا لتقييم العمليات العدائية التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم بين الطرفين المتقاتلين ، ومدى التزامهم بالضوابط والقيود التي يفرضها القانون الدولي الانساني على سلوكهم اثناء سير تلك العدائيات ،ومراعاتهم لقواعد التناسب بين الضرورات العسكرية والإعتبارات الإنسانية للحد من معاناة المواطنين.
تبين من خلال استقراء الحقائق على ارض الواقع، توافر معايير النزاع المسلح غير الدولي ،نتيجة لوجود إشتباكات بين طرفين مسلحين هما القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع داخل الإطار الجغرافي للدولة مع توافر درجة كافية من التنظيم العسكري الامر الذي قاد الطرفان لإجراء عمليات عسكرية متواصلة ومنسقة ،وقد وصلت المواجهات المسلحة الى درجة من العنف والخطورة لمدة زمنية ،أدت الى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى من القوى المسلحة والمدنيين ،ونزوح للسكان المدنيين.
وتشكل القوات المسلحة مع قوات الدعم السريع جزء من المؤسسة العسكرية الوطنية للدولة وفق ما نصت عليه المادة "35" من الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية لسنة 2019، وقد كانت قوات الدعم السريع وفق قانونها الذي صدر في 2017 ، تختص بمعاونة القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى،وتخضع لقانون القوات المسلحة عند الحرب وتكون تحت إمرتها وتبعيتها ،إلا أن أصدر البرهان بصفته رئيساً للمجلس العسكري الإنتقالي مرسوماً دستورياً قضى بتعديل قانون قوات الدعم السريع في 2019، حيث أصبحت بموجب ذلك التعديل قوات مستقلة و موازية للقوات المسلحة ،وأضاف اليها بعض الاختصاصات التي هي من صميم عمل الشرطة السودانية والمتمثلة في مكافحة الارهاب، الإتجار بالبشر ،والهجرة غير الشرعية،التهريب والمخدرات،وعندما بدأت الإشتباكات بين الطرفين ،اعلن البرهان بان قوات الدعم السريع قوات متمردة،كما أصدر في 20 أبريل الجاري قراراً بضم قوات حرس الحدود وقوات الترتيبات الامنية للقوات المسلحة والغى تبعية قوات حرس الحدود لقوات الدعم السريع.
وبالرغم من المبررات التي ساقها الطرفان المتنازعان للبحث عن شرعية استخدامهم للقوة إلا أن الشعب السوداني يرفض تماما مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ويحمل الطرفان المسؤولية الكاملة المترتبة على إستخدامهم للقوة.

 

آراء