التغيير والخروج من الأزمة بيد الرئيس البشير وحده بعد الله

 


 

 


تداول الوطنيون السلطة في السودان  مدنيون وعسكريون منذ الاستقلال عام 1956 وتولىى  القيادة أسماء مهما اختلف الناس في تقييمها الا أنها أصبحت من مدونات التاريخ الحديث والمعاصر وتفاوتت فترات الحكم لكل منهم  بالعامل الزمني  ولكن القاسم المشترك للفترة كلها كانت تدور حول فترة ديمقراطية  ثم انقلاب عسكري ودوامة من التخلف نحو التنمية المستدامة  بالسودان الى الدول المتقدمة خاصةً وأنه كان سباقاً لعدد من الدول العربية والأفريقية في الاستقلال والممارسة الحقيقية للديمقراطية وصاحب الدور الرئيس في تكوين الاتحاد الأفريقي وتفعيل الجامعة العربية ولكن الخلاف الحقيقي بين الحكام يتمثل في تفوق الرئيس عمر أحمد البشير بالفترة الزمنية التي تقارب الآن 27 عاماً وواجهته خلالها أزمات مستعصية بانقلاب الذين تحالفوا معه لقيام الانقاذ عام 1989  والحروب الأهلية الطاحنةالتي انتهت بفصل الجنوب وقيام دولة جنوب السودان والحروب التي لا تزال مستعرة في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور والتي تم اخمادها في شرق السودان ُ والحصار المفروض منذ العام 1998من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. ثم المعارضة السلمية التي اختارت لنفسها التشتيت والفرقة مما سهل للسلطة اختراقها وتحجيمها لتظل في مكانها وتطلق الوعود لشعب السودان بنهاية النظام بالثورة والشعبية  وعند اندلاع الثورات الشعبية كما حدث في سبتمبر 2013  وهذا العام تدارت وراء الأسوار في كهوفها في الخارج.
 لقد استطاع الرئيس البشير رغم ملاحقته من الجنائية الدولية  وتفشي الفساد والمفسدين من أركان حكمه والغلاء الطاحن في معيشة البشر أستطاع أن يشق طريقه ليهيمن أخيراً بقوة السلاح على كافة مقاليد الحكم  وقد استصدر من التشريعات التي تخوله بالسيطرة التامة على كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية فأصبح هو الحاكم الأوحد الذي بيده مقاليد السلطة واتخاذ القرارات. ولا يختلف  الناس الى ما وصلت اليه البلاد من تردي في كافة أوجه الحياة ولا خوف على ما ضاع من أراضي   وفهي عائدة اليهم   باذن لله.   نعم الرئيس البشير هو صاحب السلطة وصاحب اتخاذ القرار مهما تناثرت الأصوات من داخل المؤتمر الوطني  والجهاز التشريعي والوفود التي تشق الفيافي والبحار وتعود خالية الوفاض هو صاحب الكلمة الفصل في التشاور معه شخصياً للوصول لمخرج آمن لشعبنا بفض النزاعات واخماذ الحروب الأهلية وعودة المشردين والنازحين الى مواقعهم في أمن وأمان ورفع المعاناة  والغلاء الطاحن من شعبنا الصابر واجتساس الفساد والمفسدين.وعلى المعارضة بكل أشكالها أن تعترف بألا وفاق أو حل دائم الا بيد رئيس الجمهورية عمر أحمد البشير ولا أقول هذا تمجيداً له فقد استرسل الوصوليون والمضللون  والمفسدون في المدح الممزوج بالانتهازية وصولاً لمآرب وأهداف شخصية كما أنه قد عرف قدر نفسه اليوم بعد هذه السنوات الطوال،، والقضية أصبحت قضية شعب يتطلع لحياة حرة وكريمة.

أما عن هذا الطرح فقد استنبطته من واقع الحال بالنسبة للمعارضين  مسلحين وكذلك  ومدنيون  وسائحون بين الدول والغالبية الصامتة والصابرة من أبناء شعبنا قد كشفت مراميهم ونظراتهم الضيقة للامور ومواطنون يعيشون في غليان ويعلمون بالبعد الشاسع بينهم المعارضة  العرجاء .  
 ولعل النقاط التالية تلقي بصيصاً من الضوء على المشهد الذي يتطلب التحرك السريع نحو التغيير المطلوب
سواء من جانب السلطة أو المعارضة وأصحاب  المصلحة الأولى في التغيير من جماهير شعبنا :-
1-عندما تم اتفاق أديس أببا في السبعينات الذي أرسى مرحلة للسلام من العام 1973  وحتى عام 1983 في عهد الرئيس الأسبق جعفر انميري الذي انقلب عليه كان ختياره  للمتغاوضين من جانب السلطة والشمال من العانصر المؤهلة والمحنكة والتي وجدت قبولاً من الشعب السوداني ، الا أن المفاوضين من جانب الانقاذ على مر السنوات في مفاوضاتهم مع حملة السلاح كانوا يفتقدون لمقدرات التفاوض والعجز الكامل لاتخاذ قرارات حتى بالنسبة للقضايا الفرعية.
2- لقد ظلت حلقات التفاوض يشوبها التشكيك لعدم المصداقية من الجانبين  كسباً  للوقت واطالة عمر الانقاذ والمتفاوضون من من جانب المعارضة عسكرية أو سلمية كانوا يفتقدون للتفويض الشعبي فنطرح مبادرة السؤال لهم ( من فوضكم ؟) بالاضافة الى أنهم كانوا يغوصون في خلافات لا حصر لها حتى أصبحت السمة المميزة للمعارضين العسكريين بأنهم فصائل مشتتة وأما المدنيون فقد اعتماد على الفرقة والشتات.
3- المعارضة بأشكالها المختلفة  ومؤتمراتها التي أسمتها بمقر المؤتمر اذا كان أديس أببا أو باريس أو لندن لم تتفق طوال سنوات عديدة على قيادة موحدة أو قائد أو زعيم يجمعها على كلمة سواء وكانت تعمل في حيطة وحذر  فيما بينها وكأنها تتربص ببعضها البعض وكان بامكانها أن تختار من بينها  قائد سفينة المعارضة وربما الامام الصادق المهدي بحكم السن ولكن كيف يتم اختياره من قادة معارضين هتفوا في شوارع الخرطوم  ( لا زعامة للقدامى   ولا زعامة للكهنوت ) ،، أضف الى ذلك تشتت المعارضة العسكرية وعلى سبيل المثال الدارفورية التي  عارضت قيادة  وطني غيور كالشهيد خليل ابراهيم الذى راح ضحية الغدر وكل فصيل منهم يريد أن يكون هو القائد الأوحد وكأنما يقدومون للنظام اقراراً بطول العمر.
4- وضح تماماً أن هناك طلاق بائن بين المعارضة وشعب السودان ( مقال في سودانايل  تاريخ  ) فعندما اندلعت انتفاضة الشباب في سبتمبر 2013 وحتى انتفاضة الطلاب هذا العام  كان دورهم سلبياً واكتفوا بالادانة والشجب.
5- أما من جانب السلطة الحاكمة فعليها أن تأخذ الأمر بمحمل الجد وأن ينفض الجمع الذي ضلل وأفسد من حول الرئيس لاتخاذ موقف يخرج البلاد من محنتها وأزماتها المتلاحقة وهو أمر قادم باذن الله قريباً
فبجانب الملاحقة الجنائية التي كانت نتاج سيساسات الوطني والشعبي الخائبة والتي كانت مجالاً للشامتين والمتملصين  فقد أصدر مجلس الأمن بالاجماع في العاشر من فبراير  2016 اعتماده للقرار رقم 2296 بشأن الوضع السوداني وهو القرار الذي يتيح التدخل العسكري المباشر وعلى الرغم من أن القرار قد أعطى فرصة لمساعي اليوناميد والآلية الأفريقية والمندوب الأممي  ألا أنها قد أصبحت في حكم المجهول بعد طرد اليوناميد والتشكيك من جانب المعارضة على الآلية الأفريقية وربما عمداً للتوريط في صراع مع المنظمة الدولية . وان هذا الصراع لن يكون وقوده الا شعب السودان وما تبقى له من مقدارات ، وكلمة الصراع مع المنظمة الدولية تُقال مجازاً لأن قوت التدخل في هذه الحالة  الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وعلى الرغم من قناعتنا التامة بأن التدخل الأجنبي حتى لو كان عسكرياً سيواجه موجة غضب شعبية على أساس المقولة التي بعرفها الجميع ( أن السودان مقبرة للغزاة) ولكن عمليات البطش التي تمت في العراق بافتراءات واهية تصبح دليلاً على مواجهة الموقف بجدية وسبق أن قصفت طائراتهم مصنع الشفاء واليرموك في قلب الخرطوم والعمليات المتكررة في بورسودان وقد أعدت أمريكا لنفسها موقعا استراتيجيا  بقيام القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا USAFRICOMهي وحدة مكونه من قوات مقاتلة تحت إدارة وزارة الدفاع الأمريكية في. معسكر ليمونيير بدولة جيبوتي ـ القاعدة الأمريكية الوحيدة في أفريقيا ـ يعملون تحت سلطة القوات المشتركة في منطقة القرن الأفريقي وهي القوات التي أنشأتها القيادة المركزية (كينتكوم) عام 2002 من أجل الحد من النشاطات الإرهابية في شرق أفريقيا،.تسعى الولايات المتحدة إلى تركيز عملياتها العسكرية في أفريقيا وذلك بهدف مواجهة الخطر الأمني المتزايد الذي تشكله الشبكات الإرهابية. وتتوزع البلدان الأفريقية حاليًا بين ثلاث قيادات أمريكية،والذي يهمنا   القيادة المركزية (سنتكوم) وتشمل مصر والسودان وإريتريا وإثيوبيا وجيبوتي والصومال وكنيا وسيشل.
ولا نقول هذا للتهديد الذي ستواجهه السلطة بعد نقل الصورة  عن مذابح وقتل جماعي للاعلام الأوربي والحكومات الغربية  من المعارضين في الخارج أمام عجز الاعلام السوداني وضعف الدبلوماسية السودانية  ،،  ومهما كان انتقاء هذه القوات الغازية فان الضحايا بالدرجة الأولى سوف يكونون من المدنيين.
6- لقد ظل السيد رئيس الجمهورية يتحدث ويعلن عن مشاريع استراتيجية وخطوات في الاتجاه الصحيح نحو التنمية وكان من المفترض أن تبادر الأجهزة التنفيذية  من الوزارات ذات الصلة والمسؤولين في   هذه الأجهزة القيام بالدراسات الفورية لتحقيقها وعلى سبيل اعلانه من الاستفادة الكهربائية  في الزراعة والري وقد يقول قائل ( انه الكهربا الناس ما  لاقياها في بيوتها ) ولكنه كان بالتأكيد يقصد الطاقة الكهربائية المتوفرة من خزان  سد النهضة الأثيوبي الذي أصبح حقيقة ماثلة ومن هذه البدائل الممكن استخدامها في السودان هو الري بالتنقيط خاصة وذلك لطبيعة التربة وطوبوغرافية وتضاريس الارض اضافة الى ذلك فأن جزء من هذه المساحات الزراعية لاتتطلب قنوات ري ناقلة لكونها تسقى من الابار مما يسهل استخدام منظومة الري بالتنقيط . والتي تشير الدراسات العلمية الى ان هذه المنظومة توفر مياه بحدود42% مقارنة بالري السطحي  وهو النظام الذي يستخدم فيه انابيب او خراطيم مصنوعة من البلاستك فيها فتحات صغيرة بعيدة نسبيا من بعضها البعض ، يتم من خلالها اضافة المياه للتربة مباشرة بكميات تقترب من السعة الحقلية وفي صورة قطرات صغيرة الى المنطقة حول الجذور حسب افادة علماء الري والزراعة وكان مستخدم في مراكز البحوث الزراعية في السودان ( ودمدني  - الحديبة وغيرها) وراجعوا أهل العلم ولن يبخلوا عليكم بالمشورة ( أذكر منهم الدكتور عاصم على عبدالرحمن الأمين )
ماذا فعلت الأجهزة التنفيذية بعد نداء السيد رئيس الجمهورية؟ وقلها سيادة ارئيس حسبي الله ونعم الوكيل.
7- مقولات كثيرة كفيلة بعودة الرئيس الى شعبه بعد أن تكشفت  مجموعة الطوق  التي تضر ولا تنفع فالطاقة الشمسية متوفرة من عند الله والكثير أعد دراسا عنها ، وأشرت لها في كتابي الذي صدر عام 2014 عن سد النهضة الأثيوبي وأهمية توفير المياه لدولتي المصب وتم توزيعه  والنسخ التي وصلت عن طريق مطار الخرطوم صودرت المهم الاستفادة من الطاقة الشمسية ،ويمكن تمويلها بنسبة 50% من المال الذي جمعهة أهل الانقاذ ىخلال 27  عاماً.
8- ياجموع المعارضة بعد ثبتكم أقدامكم بأنكم تمثلون شعب السودان  واختاروا من بينكم ثلاثة أشخاص للتفاوض مع صاحب القرار وهو رئيس الجمهورية للفترة الانتقالية التي لاتتجاوز العامين ويقودها بوجود الرئيس البشير قيادة  من الوطنيين المؤهلين والقادرين على قيادة المرحلة والا سيبقى الحال على ماهو عليه والكل يتحمل مسؤولياته تجاه شعب السودان الصابر والقادر على التغيير وحده باذن الله.

Ismail.shamseldin@gmaial.com

 

آراء