لتحقيق الوحدة الوطنية: متي يكون للسودان مشروعه الثقافي الخاص ؟

 


 

 

===========
هناك مشاريع قومية كثيرة يحتاجها السودان خلال الفترة القادمة، ومن أبرزها المشروع الثقافي الخاص به...لبلد أصبح مهددا في وحدته الوطنية، بل في كل شيئ بما في ذلك ثوابته القومية.
وبطبيعة الحال، فإن الحكومة الانتقالية لن تستطيع عمل كل تلك المشاريع، لضيق وقتها، ولكنها تستطيع بما فيها من كفاءات وطنية مخلصة، أن تضع البنية الأولي..أن ترسم وتخطط هذا المشروع الذي سيوحد كل أبناء السودان في بوتقة ثقافية متماثلة..وتترك مهمة التنفيذ للحكومة المدنية القادمة.
المشروع الثقافي السوداني، سيكون ركيزة داعمة من ركائز [ رؤية السودان الوطنية 2050] التي يتبناها تجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين، حيث تعمل لجانه المتخصصة في اعدادو بلورة تلك المشاريع منذ تكوين هذا التجمع الوطني..وقد قطعت تلك اللجان شوطا كبيرا في مجال عملها وتخصصها كمل فعلت اللجنة الدائمة لشئون البيئة، في إطار تلك الرؤية الوطنية الشاملة.
والهدف من المشروع الثقافي السوداني هو إعادة اللحمة البنائية للمجتمع السوداني وتوحيد توجهاته الوطنية واحترام ثقافات المجتمع النوعية لترسيخ الهوية الثقافية وبناء الإنسان السوداني المتفرد المتحضر صاحب الإرث الحضاري التليد.
ومن خلال مشروعنا الثقافي..نستطيع التعبير عن طبيعتنا الخاصة فيما يخص أسلوب حياتنا وتفكيرنا، وفي علاقاتنا اليومية ..في الفن والطرب والرسم والموسيقى والادب والمسرح والدين ورد الفعل إزاء المواقف كأعضاء في مجتمع متجانس ومتوحد نحو قضاياه الكبري...فالثقافةهي نظام متكامل للقيم والمعتقدات نتشاركها مع الآخرين من أبناء الوطن ، مما يمنحنا الاحساس بالانتماء والهوية.
وحتي يمكننا تحقيق هذه الأهداف، الرئيسة والفرعية، فلابد من وجود ( وزارة للثقافة والتراث)، وزارة تحكمها القوانين واللوائح والأنظمة والتشريعات ، وتدار من خلال الكفاءات واللجان المتخصصة للتخطيط والتنفيذ للأنشطة الثقافية .
تستطيع ( وزارة الثقافة والتراث) ومن خلال برامجها المحكمة الاعداد ، أن تقوم بدورها في العديد من المجالات ذات الصلة...لعل أبرزها تطوير المؤسسات الثقافية القائمة، وفتح مواقع ثقافية جديدة في العاصمة والاقاليم منها المسارح والمكتبات العامة وبيوت الشباب...
وتستطيع، الوزارة ، أن يكون لها دورا فاعلا في تعزيز القيم الايجابية في المجتمع السوداني وبناء مجتمع فاضل ومتماسك يحافظ على الهوية الوطنية أينما حل أو وجد بوازع من ضميره وشعوره بالغيرة والمسؤولية حيال وطنه.
ومن الأعمال الجليلة التي يمكن أن تقوم بها الوزارة، في إطار مشروعها الثقافي،تحقيق العدالة الثقافية بتنويع وتوزيع الخدمات الثقافية علي الأقاليم والتنسيق معها في نقل ثقافاتها المحلية ذات الخصوصية إلي ساير ربوع الوطن..
كذلك لابد من دعم الصناعات الثقافية مثل صناعة السينما وطباعة ونشر المطبوعات والكتب الثقافية وتشجيع الإنتاج المحلي ورعاية الموهوبين مع ضرورة حماية وتعزيز التراث الثقافي وتطويره وتوثيقه وحفظه للأجيال القادمة...وتوظيف كل ذلك الإرث الثقافي لخدمة المجتمع وتحقيق بناء وتكامل الإنسان السوداني.
تري...متي سيكون لنا مثل هذا المشروع الثقافي المتميز...ومتي نفكر جديا لما يمكن أن يكون للثقافة من دور فاعل في توحيد وبناء ونهضة أمتنا السودانية؟
نأمل أن يكون ذلك قريبا..
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء