هاكرز الثورات .. اَي القراصنة الجدد !!

 


 

 

 

musahak@icloud.com

(أيها المارون بين الكلمات العابرة
ولنا ما ليس يرضيكم هنا فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم وطن ينزف وشعب ينزف
وطن يصلح للنسيان او للذاكرة )
محمود درويش


تستبد الان على مسرح الوطن صورة المحاكاة الزائفة للثورة من قبل تلك الكائنات التي سرقت أحلامنا علي مدي ثلاثون عاما او يزيد وربما منذ عصر تكوين الدولة .وتحاول هذه الجماعات المدحورة رسم مقاومتها البدائية وهي تلهو بآخر ما أبدعه عصر الميديا والتواصل .
الفضاء الاسفيري يضج بغثاء الفكر وتلك اللايفات متلاحقة الأنفاس المحشوة بالأكاذيب والتضليل او فن الفوتوشوب الركيك ،او تلك الإشاعات المدمرة لإشاعة روح اليأس وذلك علي صعيد آلة العصر سريعة الانتشار في السوشيال ميديا بالأخبار الزائفة لرسم مشهد مأساوي لوطن ينهض من تحت الرماد كطائر الفينيق الخرافي .
ويتزامن ذلك مع المهرجانات القبلية المناوئة للوطن والثورة وعنف الهراوات والسيوف ونداءات العنف والإرهاب في مجتمعات تفتقر لابسط مقومات الحياة اليومية ولم تزل متخمة بروايات الحور العين وتمجيد الموت الجزافي وهي اقرب ما تكون لحالة (التراوما) اَي تلك الحالة النفسية التي تتسم بالعنف المنفلت لمجتمعات خارجة لتوها من دائرة الحروب والتدمير .
وتنطلق تلك المدرسة الشريرة في استخدام الدين لإعادة مشروعها المتوهم ولعل مقاومة المناهج التربوية وبذلك العنف يكشف وبوضوح ان اكثر ما تخشاه تلك الجماعات هو بناء العقل الذي راهنت عليه كثير في تلك المعارف الفطيرة المنافية لطبيعة الانسان والواقع ، وها هي الان تستميت في اعادة عجلة الحياة للخلف وتكريس التخلف الذي تستمد منه بقاءها وانجاز مشروعها الماضوي.
فالي اَي حد تصمد هذه المحاكاة الفجة في تعقب واقتفاء اثر ثورة ديسمبر التي أذهلت العالم بتفاصيلها المنتمية الي لحظة العصر وشوق الانسان نحو الأفضل والممكن ؟
لا يراودنا ادني شك ان مقاومة وبهذا التوصيف التدميري للحياة غير قادرة ان تتماهي مع ذلك الطقس الديسمبري فائق الحسن الإنساني الذي انجزه شعبنا .
تفاصيل ثورة ديسمبر جد عصية علي هؤلاء القراصنة ، فهي قادمة من زمن سحيق باتجاه فضاء الاعتصام ، فقد كانت أدواتها المنشور والمسرح والأغنية والتشكيل وذلك الأسامي الإنساني في العطاء (عندك حط ما عندك شيل )، تلك النداءات التي تبشر بقهر الحاجة والفاقة وذلك الإيثار الذي حفظ تلاحم الشعب علي مدي شهور وشهور .
كانت الثورة مشروع انساني تغني به مصطفي سيد احمد وحميد ومحجوب شريف والدوش طيب الله ثراهم ،كانت الثورة منذ الأزل في تراكم التاريخ والبسالة والأمل في غد أفضل يستحقه إنسان السودان .
فالثورة ليست لحظة عابرة او نزوة تسلط او (غبينة) او هبة لاسترداد عروش شيدت بجماجم الأبرياء، ولكنها فعل انساني يسعي لرفاهية الفرد والمجتمع وتلبية حاجاته وفق منطوق العصر لا اعتقد أنكم تملكون له سبيلا وأنتم غارقون في أيدلوجيا بيع الوهم والزيف الذي يسم كل ذلك الخطاب (المشاتر ) الذي تسوقون له لإجهاض لحظة النهوض الكائنة .
والذي يدعو الي التفاؤل هو ان جماعات الهكر هؤلاء قد استعصي عليهم كود الإبداع الثوري الذي تمثله الفنون التي ترتبط بوعي الانسان ونضالاته من اجل مستقبل أفضل الذي يقوده الي استحداث مهارات صناعة ادوات الثورات الشعبية .
فانصرفوا ولنا ما ليس فيكم !
او كما قال

 

آراء