سفينتان حربيتان تابعتان للجيش الايرانى ترسوان فى ميناء بورتسودان امس

 


 

 

طهران : التغيير

قالت وكالة انباء فارس الايرانية الرسمية الاربعاء ان المجموعة الـ 27 للقوة البحرية التابعة للجيش الايرانى والمؤلفة من حاملة الطائرات "خارك" والمدمرة "سبلان" رستا فى ميناء بورتسودان يوم أمس الاول  الثلاثاء بعد ان ابحرتا لمدة شهر وقطعتا 2600 ميلا بحريا في زيارة هي الرابعة لقطع من القوة البحرية الايرانية . واستقلبت الخرطوم سفن حربية ايرانية في ميناء بورتسودان في نهاية العام 2012 بعد قصف اسرائيل لمصنع اليرموك بالخرطوم بدعوى احتوائه على خطوط لانتاج السلاح الايرانى الذى يصدر الى حزب الله وحركة حماس لمهاجة اسرائيل . لكن الحكومة السودانية نفت ذلك وقالت ان المصنع سودانى ولا علاقة لايران به .

واعتبرت دول الخليج العربي وقتها زيارة السفن الايرانية الى الموانئ السودانية تهديدا لامنها القومي وتراجعت علاقتها مع السودان بشكل كبير .

ونقلت الوكالة عن  تقرير للعلاقات العامة للقوة البحرية للجيش الايراني ان الهدف من ارسال هذه المجموعة هو توفير الامن للسفن التجارية وناقلات النفط التابعة للجمهورية الاسلامية الايرانية في المياه الحرة وتوجيه رسالة سلام وصداقة الى دول المنطقة وتعزيز العلاقات بين ايران والسودان .

وقامت السفينتان الحربيتان خلال المسافة التي قطعتاها الى بورتسودان،بمرافقة 14 سفينة تجارية وحاملة نفط

واوضح التقرير ان مجموعات القوة البحرية الايرانية تؤدى مهمات الدورية وفقا للقوانين الدولية للملاحة البحرية من اجل توفير الامن لخطوط المواصلات والملاحة البحرية للجمهورية الاسلامية الايرانية في المياه الدولية الحرة والتواجد الفاعل في البحر الاحمر والمحيط الهندي ومضيق باب المندب وعدم السماح لتعرض المصالح الوطنية الايرانية في البحار الى الاخطار.

واضاف التقرير انه وخلال فترة رسو المجموعة البحرية الايرانية الـ 27 في بورتسودان الميناء الاهم في السودان، ستجرى مباحثات عسكرية بين قادة القطع البحرية الايرانية  ومسؤولين عسكريين سودانيين .

من جانبه اعلن المتحدث باسم القوات المسلحة يوم الاربعاء ان سفينتين حربيتين ايرانيتين دخلتا المياه الاقليمية السودانية وهما متجهتان للرسو في ميناء سوداني للتزود بالوقود واصفا الامر ب الدوري والعادي .

وقال العقيد الصوارمي خالد سعد "دخلت مياهنا الاقليمية سفينتان ايرانيتان احداهما مدمرة والاخرى سفينة تموين مضيفا ان الغرض من الزيارة التزود بالمؤن والمياه والمواد الغذائية والامر يعتبر مرورا عاديا ودوريا" .

وكشف موقع استخبارى اسرائيلى شهير على الانترنت فى يونيو الماضى ، أن ايران و السودان وقعا اتفاقا ، تسعى بموجبه طهران سرا إلى إنشاء قاعدة بحرية كبيرة في منطقة "بورتسودان" الساحلية علي البحر الأحمر  من أجل استخدامها في نقل الأسلحة الثقيلة، مثل الصواريخ والدبابات والمدفعية لسوريا وحزب الله، علي حد ما أورده الموقع الاستخباراتي .

وقال موقع "ديبكا فايل"  إن مجموعة تابعة لوحدات هندسة الحرس الثوري الإيراني متنكرة في زي مدنيين، يشرفون علي عملية إنشاء القاعدة البحرية، التي يتولى إنشاؤها مئات العمال السودانيون، مضيفا أن هذه القاعدة البحرية الإيرانية، تعتبر الثانية من نوعها بعد قاعدة أنشأتها في  ميناء عصب جنوب إريتريا .

وأوضح الموقع الإسرائيلي أن طهران اختارت تلك المنطقة؛ لإنشاء القاعدة البحرية بها؛ لأنها ميناء النفط السوداني الرئيسي، وهو المخرج الوحيد لتصدير نفط دولة جنوب السودان حليف إسرائيل الأول، لذلك تصبح عملية مهاجمة إسرائيل للقاعدة البحرية الإيرانية صعبة جدا بحكم علاقات جنوب السودان مع إسرائيل .

وأضاف موقع "ديبكا" أن إيران تعلم جيدا أن إسرائيل لن تقدم علي الهجوم على هذه القاعدة البحرية، حتى لا تدمر منفذ تصدير النفط الجنوبي الرئيسي، مشيرا الى أن تصدير النفط هو المصدر الرئيسي للدخل القومي لدولة جنوب السودان، التي تستورد السلاح الإسرائيلي عن طريق عوائد تصدير النفط، وفي حال ضرب الميناء، تتأثر عملية استيراد جوبا للسلاح من تل أبيب .

وكانت وكالة "فارس" الرسمية الايرانية قد نقلت فى مايو الماضى عن قائد البحرية الإيرانى الأدميرال حبيب الله سيارى، قوله لدى استقباله قائد البحرية السودانى ، اللواء –وقتها- دليل الضو محمد فضل الله  أن اتحاد وتلاحم إيران والسودان فى مواجهة العدو المشترك والقوى الخارجية يحظى بأهمية كبيرة .

واكد الجنرال الايراني إن التلاحم بين بلده والسودان من شأنه الإسهام فى هزيمة الاعداء الذين فى الميدان ولكنه لم يسم هؤلاء الاعداء .

وأضاف سياري "إن الموقع الإستراتيجى لإيران فى الخليج العربى ومضيق هرمز وشمال المحيط الهندى، والموقع الإستراتيجى للسودان فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب، سيمكن البلدين من بناء علاقات وثيقة وتعاون واسع لترسيخ الأمن فى المنطقة" .

وتعترض وزارة الخارجية على علاقة الجيش السوداني بنظيره الايراني واعلن وزير الخارجية على كرتي اكثر من مرة ان علاقة السودان بايران ليست استراتيجية وألمح الوزير في حوار نشرته الصحافة المحلية قبل اشهر إلي انها مضره بموقف السودان الدولي .

وتثير العلاقات العسكرية بين البلدين قلق واشنطن وحلفائها في دول الخليج العربي واعرب القائم بالاعمال الاميركي في الخرطوم جوزيف إستافورد في لقاء مع قيادات بحزب المؤتمر الوطني الحاكم فى شهر مايو الماضي عن قلق واشنطن من تنامي هذه العلاقة .

واكد إستافورد فى اللقاء ان السودان دولة مستقلة وذات سيادة ولها الحق في اختيار اصدقائها لكن مكاشفتها بالقلق الذي تستشعره واشنطن من هذه العلاقة يأتي في سياق توضيح توضيح موقف الادارة الامريكية .

وكانت الرياض قد طلبت رسميا من الرئيس عمر البشير عدم استقبال السفن الحربية الإيرانية في الموانئ السودانية القريبة منها . و رفضت سلطات الطيران المدني السعودية في يوليو الماضي منح طائرة الرئيس البشير اذن عبور لاجواء المملكة في طريقه الى طهران لحضور تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني .

وقال وزير الخارجية على كرتى فى لقاء بالاذاعة السودانية حينها انه علم برسو السفن الايرانية في الموانئ السودانية من أجهزة الاعلام ولم يخفي الوزير إمتعاضه من الخطوة الامر الذى اعتبره مراقبون عدم تناغم داخل أجهزة الدولة .

وتعلو تحذيرات المجموعات السنية السلفية الموالية للسعودية من خطر التمدد الشيعى فى السودان كلما راجت انباء عن تقارب ايرانى سودانى ، وكان لافتا تحذير رئيس مجمع الفقه الاسلامى المؤسسة الرسمية المعنية باصدار الفتاوى الدينية للدولة والمجتمع ،عصام احمد البشير من الخطر الشيعى فى السودان بعد ساعات من لقاء جمع الرئيس البشير بنظيره الايرانى السابق ،محمود احمدى نجاد على هامش قمة التعاون الاسلامى بالقاهرة قبل اشهر قليلة .

وكانت الجماعات الإسلامية السنية المتشددة الحليفة لنظام الحكم فى الخرطوم ، حرضت ضد نشاط الشيعة فى السودان ، وحذرت جماعة انصار السنة وثيقة الصلة بالنظام السعودى فى مؤتمر عقدته بالخرطوم الاسبوع الماضى  من ما أسمته "نشاط الرافضة" .

ووصفت جماعات اسلامية سنية متشددة اخرى الوضع في البلاد بـ "الخطير" نتيجة لتمدد من اسمتهم بالرافضة ، وطالبت بقطع العلاقات مع إيران، واستنفرت الشباب للجهاد في سوريا بعد دخول حزب الله اللبنانى ذى المرجعية الشيعية و الموالى لايران فى الحرب بين النظام السورى و المعارضة التى تنشط بينها الجماعات الاسلامية السنية المتشددة .

 

آراء