اللمسات الحانية والانسانية لعبق التاريخ السوداني والعطاء الفياض لشباب السودان من الشيخة موزا بنت ناصر المسند

 


 

 

 

 

أيام لها تاريخ لتظل ذكرها في النفوس يوم تكرمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر والدة صاحب السمو أمير دولة قطر وهي رائدة النهضة النسوية في الدولة وتقوم بدور وطني وانساني فائق الاهمية وان مبادرتها بزيارة أهل السودان الطيبين الذين تشرفوا بزياراتها التي كانت تحمل فيضاً دافقاً لعمل الخير واعترافاً بأصالة شعب السودان تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً من خلال العطاء القطري باستكمال المبادرة القطرية بابرام اتفاقية مع السودان وفق الاتفاقية القطرية السودانية للمشروع لترميم 100 موقع أثري في الولاية الشمالية ونهر النيل و المشروع تحت رعاية كريمة من سعادة الشيخ حسن بن محمد آل ثاني نائب ريئس مجلس أمناء متاحف قطر ورئيس اللجنة المشتركة للمشروع القطري السوداني ، أما قيادة المشروع التنفيذية فقد سلمت للسيد/ المهندس عبدالله النجار المدير التنفيذي لهيئة متاحف قطروالذي يشغل الآن المدير التنفيذي للتسويق والتوزيع في شبكة الجزيرة الاعلامية ومساعد المدير العام للشبكة وقد تميز بلمساته الخيرة والتطويرية في كل موقع على مستوى دولة قطر وليقود الآن واحداً من المشاريع الانمائية المشتركة بين السودان وقطر وعندما يتحدث عن المشروع تنبض منه نفحات النجاح لمستقبل السياحة الهادفة في جمهورية السودان وثقته المطلقة بالتراث السوداني الأصيل.

والاتفاق ظل لسنوات في مراحل متعددة من البحث والتنقيب وقدأشرت الى هذا الاتفاق الخير في صحيفة سودانايل في مقال تم نشره في 30 /9/2014 وبادرت بالقول بأن الشعوب تستلهم من تاريخها النفحات الطيبة التي تركها السلف لتكون نبراساً يضيئ معالم طريقها للمستقبل ، وقد ظل اسم السودان رقماً مهماً على مر العصور التي امتدت لقبل الميلاد وحتى يومنا هذا،الأمر الذي يتطلب الغوص في أعماق التاريخ من خلال دراسات معمقة جغرافياً واجتماعياً ودينياً وسياسياً كموجهات للتعمق بصورة أكثر وضوحاً من أمهات الكتب من خلال علوم وحضارات من فجر التاريخ بالبدء في التنقيب عن الأثار الكامنة في الأرض وغنية بالملومات الوافرة وكأنها تستنطق خفايا الواقع المعاش في كل زمان.الأمر الذي يجعل الجهد السوداني القطرى بصفة خاصة والانساني بصفة عامة مطلباً حضاريا لاستبيان الحقائق عن الآثار السودانية وليظل هذا الجهد القطري كغيره من الاشراقات المتعددة التي فاضت بها دولة قطر على السودان وشعبه بل وجهدا خالصاً لوجه الله في مسار منظومة العطاء القطري للسودان كالمشاريع الانمائية والزراعية ورعاية مفاوضات الدوحة لقضية دارفور وقد كنا حضوراً في قطر ونشهد للقيادة القطرية بقيادة آل محمود صبرهم ومعاناتهم أمام تفرق وتشتت القيادات الارفورية والتكلفة المالية العالية بالاضافة للجهد القطري لازالة الألغام من مناطق الحروب الأهلية وخاصة في دارفور.
أما عن موضوع الآثار واستكشافها فقد قامت فرق من عدد من الدول الأوربية بهذا الجهد وتعرضت الآثار.للسرقات والتي لا تزال تقبع في المتاحف الأوربية ، أما الجهد القطري فهو عمل يخدم الانسانية كلها وليس أدل على ذلك من مقولة سمو أمير قطر عند افتتاح متحف الفن الاسلامي هذ الصرح الذي يضم الثقافة والعلوم الانسانية بقوله (لقد قدم العالم الإسلامي للحضارة الإنسانية تراثا فنيا وثقافيا وعلميا ومعماريا نعتز به.يضم هذا الصرح الشامخ الذي نفتتحه اليوم بعضا من لمحاته، نأمل أن تجعله مركزا للاستنارة والتعريف بحضارة عريقة عميقة الجذور».ومن خلاله كانت الاتفاقية لتمويل التنقيب على الآثار في شمال السودان وهو اتفاق يهدف الى ترسيخ الحضارة السودانية ليعرف الناس تاريخهم الخالد على مر العصور ،وليست المبادرة القطرية هي الأولى فقد تعاقبت العديد من البعثات الدولية على هذا العمل وعلى سبيل المثال لا الحصر ففي العام 2009 تعمل البعثة المشتركة الروسية الإيطالية في السودان ، وقد تمكن علماء البعثة من معرفة الكثير من اسرار حضارة مملكة كوش القديمة التي نشأت في منطقة النوبة شمال السودان في الالفية الأولى قبل التاريخ وحتى القرن الرابع الميلادي. وتعرف مملكة كوش ايضا بمملكة مروي نسبة لمدينة مروي الرئيسة بالمنطقة.
ويرأس الفريق الروسي في البعثة المشتركة إيليونورا كورميشيفا مديرة مركز دراسات الحضارة المصرية في معهد الدراسات الشرقية ، في حين يتقدم فريق علماء الآثار الإيطاليين إيودجينيو فانتوساتي الأستاذ في جامعة سابينزا بروم ،،فلماذا كانت الزيارة الكريمة للشيخة موزا محل جدال من الاعلام الساقط في مصر وحتى الذين تصدوا للكتابه من بعض الاعلاميين السودانيين تناولوا القضية بسطحية بعيداً عن العمق في مزايا الزيارة وأهمية استكشاف الأثار السودانية. وخلط الأمور بالخلافات السودانية المصرية مما يخرج الزيارة لمنحى آخر وتضيع من خلاله المتطلبات الانسانية للزيارة كما أن الزيارة لا علاقة لها بين مؤيد ومعارض للنظام فهذه ساحات ومجالات أخرى يعرفها الجميع وقد أبدعت السيدة وداد بابكر حرم السيد رئيس الجمهورية بالترحيب المستحق للضيفة الكريمة ومن حق القارئ أن يتعرف على هذه الشخصية التي اكتسبت لقب العالمية في الجهد الانساني الشيخة موزا بنت ناصر المسند

المناصب للشيخة موزا في قطر :
· رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمعQatar Foundation
· رئيس لمجلس الأعلى لشؤون الأسرة
· نائب رئيس المجلس الأعلى للتعليم
· نائب رئيس مجلس إدارة المجلس الأعلى للصحة
· رئيس مجلس إدارة مركز السدرة للطب والبحوث
· رئيس مجلس إدارة مبادرة "صلتك" لقضايا الشباب

المناصب في العالم :
· المبعوث الخاص للتعليم الأساسي والعالي لدى اليونيسكو
· عضو المجموعة الرفيعة المستوى حول تحالف الحضارات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة
وجميعها ليست مناصب تشريفية فقط بل هل هي جهد وعطاء في كافة المجالات,
أما عن انجازات الشيخة موزا بنت ناصر في مجال رعاية الاطفال

· أسست مركز الشفلح لرعاية الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وهو مركز يعالج الاطفال المصابين باعاقات جسدية وذهنية والاطفال الذين يعانون من مرض التوحد.
· صاحبة الفكرة ومؤسسة وراعية قناة :براعم التلفزيونية وهي أول قناة مخصصة للاطفال دون عمر ال3 سنوات في العالم العربي.
· اقامة مركز سرطان الاطفال ببيروت ودعمه .
· تنظيم المنتدى العالمي للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة سنويا في قطر
· تأسيس المؤسسة القطرية لرعاية الأيتام (دريما) ودعم الايتام في قطر واسيا وافريقيا عبر نشاطات المؤسسة
· تأسيس المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة وهي مؤسسة خاصة تهتم بالقضايا ذات العلاقة بحماية حقوق الطفل والمرأة في إطار القوانين والتشريعات السائدة والنافذة .
· تأسيس المركز الثقافي للطفولة وتنظيم مؤتمرات عالمية دورية في قطر تعني بثقافة الطفل .
· تقديم 200 مليون دولار لدعم مؤسسة الفاخورة للتعليم الاساسي في غزة – فلسطين
· تأسيس صندوق دعم التعليم الاساسي في العراق في عام 2003
· علاج اطفال فلسطينين على حسابها يعانون من الصمم بزرع قوقعه سمعية لهم
· دعمت وبسخاء صندوق اليونسكو في توفير التعليم للجميع بحلول عام 2015.
· اسست ودعمت مؤسسة "أيادي الخير نحو آسيا" التابعة لمؤسسة قطر، التي تعمل على تأمين المساعدة للبلدان الآسيوية التي عانت من المآسي أبرزها إعصار تسونامي،وذلك لإعادة بناء الصفوف الدراسية ،والعمل على إصلاح المنشآت المتضررة،وتوفير اللوازم والمعدات المدرسية.

اعتراف عالمي بدور الشيخة موزا

· نتيجة لنشاطات الشيخة موزا في مجال التعليم فقد اختارتها منظمة اليونسكو المبعوث الخاص لليونسكو للتعليمين الأساسي والعالي.
· من جهة اخرى فقد أشاد لأمين العام للأمم المتحدةبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بالدور القيادي لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في رفع درجة الوعي حول الأطفال ذوي الإعاقات، ولفت الأمين العام للامم المتحدة إلى أن رؤية ومبادرات سموها ساعدت الأطفال ذوي الإعاقات ومجتمعاتهم المحلية في المنطقة العربية والعالم.
وجاء ذلك في بيان صحفي أصدره الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة تدشين اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد الذي يتم الاحتفال به في الثاني من إبريل.
حصولها على وسام الابتسامة

في مارس 2011 فازت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بوسام الابتسامة العالمي والذي يمنحه مجلس الوسام العالمي وذلك في دورة انعقاده في 25 مارس في وارسو بجمهورية بولندا.
وقد تم اختيار صاحبة السمو لنيل الوسام على راس ستة من الفائزين من ضمن أكثر من 600 ترشيح تم تقديمها في هذا العام، وذلك اعترافا بدورها الكبير في اعادة الابتسام لوجوه الاطفال وما تقدمه لهم من رعاية ومحبة.
وكان ترشيح صاحبة السمو قد اتى من قبل الاطفال المرضى يمرض السرطان والذين يتعالجون في قسم امراض سرطان الاطفال بمركز الام والطفل في وارسو ، وذلك ل"اعادتها الابتسامة لوجوه الاطفال المرضى والمعاقين" كما كتبوا في طلب الترشيح الذي صدر من قبلهم . كما دعم طلبهم السيد توماش اوسوخ رئيس مؤسسة الاماني المتحققة والتي تعني بشؤون الاطفال المرضى بالسرطان، وقال إن سبب دعمه هو دور الشيخة موزا العالمي في العناية بالاطفال المرضى بالسرطان وتقديم العون لهم.
ووفقا لتصريحات السيد ماريك ميخالاك مستشار مجلس الوسام العالمي فإنمنح الوسام للشيخة موزا لم يأت لاهتمامها ورعايتها للاطفال القطريين فحسب، وإنما لجهدها الكبير والضخم في حماية ورعاية الاطفال والطفولة في كافة انحاء العالم.
جدير بالذكر أن وسام الابتسامة هو وسام دولي يُمنح منذ 44 عاما للأشخاص الذين اسهموا في العناية بالأطفال وتقديم الحب والمساعدة لهم . وقد طُرحت فكرة الوسام عام 1968 من قبل مجلة كورير البولندية ، وكانت مستوحاة من فكرة الطفلة فاندا استومسكا. وفي عام 1979 (التي أعلن عنها السنة الدولية للطفل) اعترف الأمين العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم بوسام الابتسامة كوسام دولي (منقول ) وتستحق أبلغ التكريم


وهكذا كانت رحلتها للسودان في مارس 2017 وهي تحمل الخير لأهل السودان مباركةً للمشروع السوداني القطري للتنقيب عن الآثار السودانية وفيضاً دافقاً من مؤسسة تصلك لرعاية الأطفال وتوفير فرص العمل للشباب لنسب تصل الى الى مليون وظيفة وهو جهد لا بد من تقديره ووضعه في المكان الصحيح لرغبة السيدة الفاضلة بالتخطيط العلمي لمتطلبات الشباب السوداني وفي مقدمتهم الشباب القادر على المشاريع المنتجة بعيداً عن الوسطاء وأصحاب المصالح الذاتية وهؤلاء الذين نالوا الحظ الوافر من العلم في العلوم التقنية والهندسية والزراعية وهم في كشوفات العاطلين اليوم بالاضافة للرقابة اللصيقة التي تضمن وصول الخير لأصحابه وهؤلاء الشباب وأمثالهم الذين أحالوهم لوقود الحروب الأهلية باسم الجهاد والذين ثاروا بحكم وطنيتهم في سبتمبر 2013 على الظلم فسقطوا شهداء عند ربهم يرزقون واتهمتهم بعض القيادات الحالية بالخيانة وتخلت المعارضة عنهم فلا بد أن يجد هؤلاء من الجرحى وأمثالهم الفرصة في الحياة الكريمة.
Ismail.shamseldin@99gmail .com

 

آراء