على رصيف المعركة

 


 

 

في انتظار ما تسفر عنه هذه المهزلة التي يخوض غمار جحيمها السفهاء بلا أخلاق، أو ازع من ضمير، وبلا أدنى شعور بالمسؤولية عن أرواح الأبرياء الذين تسّاقط جثثهم على غفلة وبلا رحمة، في الشوارع، والبيوت، وفي عنابر المستشفيات، تحت دوي القنابل وزخات الرصاص، بل ودهساً تحت جنازير الدبابات، وكأن من ينشرون الموت هؤلاء ذئاب بها سعار أو جنون.
أي حقد أعمى يغلي في صدور هؤلاء القادة والجنود ؟!!.
(2)
ما الذي يفعله الناس في انتظار نهاية هذا العرض المأساوي غير الدعاء لله بأن ينتهي بفنائهما معاً ؟!!.
أو أقله بأن يقضي أحدهما (لا يهم من) على الآخر قضاء مبرماً حتى لا يبقى له من أثر. ليؤول مصيره بعدها على الله والشعب.
فمواجهة ذئب واحد أخف ضرراً من ذئبين متحالفين.
(3)
وليكف ما يسمى بتجمع "القوى الوطنية" عن محاولاتها المتهافتة البائسة لجمع ما فرَّقه الله (رحمة بشعبه) من أعداء.
هما لن يلتقيا. فقد أعمى الحقد والطمع أعينهما،
وهم يخوضونها الآن حرب بقاء أو فناء. الانتصار فيها واستسلام الخصم لا يكفي، بل فناء الآخر ومحوه.
وإذا – بمعجزة ما – توافقاً ، فهو النذير بالجحيم للشعب، وتفكيك الوطن ومحوه من خارطة الدول.
إذن فلنصلي وندعو الله أن لا يوفق من يسعى للتوفيق بينهما !.
(4)
ليست الصلاة والدعاء وحدهما ما ينبغي أن تفعله كل قوى الخير الحية التي تسعى لبناء دولة قوية مستقرة، ومستدامة. بل يجب علينا أن ننهمك – والأعداء منخرطون في معركة إفنائهما – في ترميم فتوق نسيج مجتمعنا والتحاور للتوافق على برنامج أولويات معركتنا المنتظرة، ونُعدُّ لها من رباط وحدتنا وصلابة صفوفنا سلاحاً مدنياً ماضٍ نحيم به أم المعارك القادمة.
ونحن المنتصرون بإذن الله وإرادة شعبنا المؤيًدة منه، وبحوله وقوته.
وكل عام وأنتم والوطن بألف خير
الجمعة: 21 أبريل/ 2023

izzeddin9@gmail.com

 

آراء